أختي في الله ,,
خير الخطاءون التوابون .. خصهم الله برحمته , وألبسهم من فيض نوره .. فكسا قلوبهم الخشية والانكسار
فهيا بنا نبحر سوياً عبر شواطئ التوبة , ننهل من عذبها .. ونسلك طريقها .. لنجدد إيماننا
ماذا عملتي للفوز برضا الله ؟
قولي بربك : كيف ترتاح نفسك وأنت عاصية لله ؟ أم كيف يطمئن قلبك أم كيف يرضى ضميرك عما أنت عليه
أما استشعرتِ عظمة الجبار ؟ أما تخشي غضب القهار ؟
والآن عودي إلى الوراء قليلا : واسألي نفسك ماذا قدمت في جنب الله ؟
أختاه ... إلى متى... وأنت في غفلة .. إلى متى وأنت تقولين غدا أصلي .. غدا أتوب .. إلى متى ..
وأنت ترتكبين الذنوب والمعاصي ؟ اقبلي على الله .. ولا تغتري بالدنيا وزهرتها .. وحسنها ومباهجها
فتنشغلين بها عن الآخرة .. الباقية .. والنعيم الدائم .. وانظري إلى قدواتك الصالحات (أمهات المؤمنين)
أختاه ...اعلمي أن هناك غائب ينتظرك .. وليس له وقت محدد .. (إنه الموت ..نعم الموت)فقد يأتيك وأنت تأكلين .. أو تشربين ..أو نائمة ..أو تلعبين ..أو أنت على محرم ..
فاتقي الله
وتذكري : عندما تعصين الله .. وتتمردي عليه أنك غدا تلفين في قماش أبيض وعلى الأكتاف تحملين وإلى المسجد تدخلين .. ليصلى عليك .. والى القبر توضعين .. في تلك الحفرة المظلمة الموحشة التي لا تتجاوز المترين طولا والشبرين عرضا .. هناك لا تجدين إلا عملك .. إن كان صالحا ففزتي ورب الكعبة ..وان كان غير ذلك ..فلا تلومين إلا نفسك .. فأنت الآن في المهلة فالبدار البدار بالتوبة ..
واحذري موت الفجأة وصرعة الغفلة , فقد جاء إن بعض المتقدمين سكر ليلة فعاتبته زوجته على ترك الصلاة , فحلف بطلاقها ثلاثا لا يصلي ثلاثة أيام فاشتد عليه فراق زوجته فاستمر على ترك الصلاة مدة الأيام الثلاثة فمات فيها على حاله وهو مصر على الخمر تارك للصلاة أعاذني الله وإياك من الخواتم الرديئة , فابكي أختي على نفسك
فكم من مؤمل في هذه الدنيا حتى انقطعت بنا الآمال ؟
أختي المسلمة أين الجديد من أفعالك أين الجديد من أقوالك , ألا يوجد قلب ناه يفكر في ما مضى من العمر وانصرم من الساعات ؟
أختي في الله ,,
هاهي الأرض تعج بالمعاصي والذنوب , وتجأر إلى الله من ذلك وقد غاب عن القلوب الرقيب والمذكر فكانت المصائب والويلات التي تجرع المسلم مرارة , زلازل و فياضانات ومجاعات وحروب وكسوف بين الحين والأخر فلا احد يرعوي ولا مقنع عن الهوى
ها قد انصرمت السنين وذهبت الشهور والأيام والكثيرون في غيهم وضلالهم
أخيتي عجلي بالرجوع إلى الله .. الإنابة الإنابة ..التوبة التوبة .. قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل , قال صلى الله علية وسلم : ((إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
وختاماً :
يا أختي الحبيبة .. مازال الباب مفتوح .. عودي إلى ربك الرحيم واسأليه ..
فلله ما أحلى قول التائب : أسالك بعزك وذلي إلا رحمتني , أسالك بقوتك
وضعفي , وبغناك عني وفقري إليك هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ,
أسالك مسالة المسكين وابتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل , وادعوك دعاء الخائف الضرير , سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك
أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه .